أخبارلندن

معالم وشوارع لندن تتزيّن احتفاءً بشهر رمضان

بريطانيا واحدة من أهم الدول حول العالم التي تمارس فيها جميع أطيافها الدينية مهما بلغت نسبتهم طقوسها وعباداتها بحرية تامة وباحتفاء من الدولة أيضاً.

إذ يعيش في بريطانيا، وفق أحدث الإحصاءات الرسمية أكثر من 3.8 ملايين بريطاني مسلم، من أصل 68.8 مليون نسمة، تشكل تعداد سكان البلاد، أي ما يصل إلى 6.5 % من إجمالي البريطانيين، ولكن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان المبارك تشعرك أن غالبية مواطني البلاد من المسلمين، حيث تتزين المحلات التجارية الكبيرة بزينة وشعارات رمضان، فيما تزداد فيها العروض المقدمة على السلع الغذائية ذات الاستهلاك المضاعف من قبل المسلمين خلال شهر الخير، إضافة إلى العديد من المظاهر الفردية التي تشهدها مطاعم ومنازل المسلمين من زينة أو جلسات رمضانية يمكن للجميع ملاحظتها.

هذا العام، شهدت بريطانيا مظاهر رسمية وعامة استقبلت من خلالها شهر رمضان المبارك، حيث تزينت لأول مرة في تاريخها بزينة رمضانية وضعتها بلدية لندن بين ميدان بيكاديللي، وليستر سكوير في قلب العاصمة البريطانية. كما قام عمدة لندن، صادق خان، بإنارة الزينة وتهنئة المسلمين بشهر رمضان. تهنئة مماثلة ورسمية جاءت من رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك الذي تمنى للمسلمين الخير خلال الشهر الكريم.

الزينة الرمضانية القريبة من الحي الصيني الشهير في لندن لا تقل على زينة أعياد الميلاد المجيد التي تضعها البلدية أيضاً كل عام، بدءاً من منتصف ديسمبر، كما كان ملاحظاً جداً توقف الناس والسيّاح لالتقاط الصور مع زينة شهر رمضان. أحد المواطنين ممن التقطوا صوراً تذكارية مع الزينة ، أنه يشعر بسعادة كبيرة عندما يشاهد لندن تتزين طوال العام بالطقوس الدينية لجميع الديانات المقيمة فيها، بغض النظر عن نسبتهم في المجتمع، ما يعكس التقدير والاحترام للجميع، كما تمنى أن يتمكن من التقاط صور تجمع زينة رمضان بزينة أعياد الميلاد، وهو الأمر الذي قد يحدث عام 2031 عندما يبدأ شهر رمضان في منتصف ديسمبر، وهي نفس الفترة التي تبدأ فيها بلدية لندن بتركيب زينة «الكريسماس» في الشوارع والميادين الرئيسة.

إفطارات جماعية

أربعة أندية من الدوري الإنجليزي الممتاز هي الأخرى شاركت المسلمين فرحة شهر رمضان، حيث نظّم نادي تشيلسي إفطاراً جماعياً على أرض ملعبه «ستامفورد بريدج»، وقال النادي في بيان: إن هذه الخطوة التي تحدث لأول مرة في تاريخ النادي تأتي لتوفير مساحة آمنة للحوار وجمع المجتمعات، مضيفاً أن الاحتفاء بشهر رمضان والمجتمع البريطاني المسلم هو جانب مهم من مبادئ النادي في تعزيز التسامح الديني.

تسامح وتعايش

أحد المشاركين في إفطار نادي تشيلسي قال لـ«البيان»: إن مبادرة النادي التي لم يطلب منه أي أحد القيام بها، تشعرنا كمسلمين بالفخر، خاصة أنها تأتي من دولة ليست إسلامية، كما أنها تعكس التسامح والألفة والمحبة والتعايش وهي خطوة في الاتجاه الصحيح لنبذ الكراهية بين الأعراق والثقافات، وخطوة تسجّل للأبد لنادي تشيلسي كأول نادٍ في إنجلترا يقيم إفطاراً على ملعبه للمسلمين. بينما أعلنت أندية برايتون، وأستون فيلا، وكوينز بارك رينجرز، عن إقامتهم إفطارات مماثلة خلال شهر رمضان الجاري تعكس مفاهيم الانسجام المجتمعي والانتماء.

بالإضافة إلى الأندية الإنجليزية، أقام متحف «فيكتوريا وألبرت» الشهير في لندن، إفطاراً للصائمين، هو الأول في تاريخه بحضور مئات المسلمين، تناولوا وجبة الإفطار في موائد تتوسط اللوحات المميزة المعلقة على جدران المتحف. كما أقامت أيضاً مبادرة «الخيمة الرمضانية» في بريطانيا، إفطاراً في الطابق 56 بإحدى ناطحات السحاب في العاصمة، حيث شهدت رفع آذان المغرب من أعلى موضع إلى الآن في المملكة المتحدة.

المصدر : البيان

إغلاق