تاريخ

تاريخ الممكلة المتحدة

لعبت المملكة المتحدة دورا مهما في تاريخ العصور الوسطى والعصور الحديثة في كل انحاء العالم من تطوير الأفكار الغربية حول النظام البرلماني، وكذلك في تقديم مساهمات كبيرة في العلوم والأدب والفنون عن طريق انشاء امبراطوريتها التي اعتبرها أكثر المؤرخيين بالاعظم حجما على البر والبحر.

قبل إنشاء المملكة المتحدة سادت سلطة الممالك التاريخية القائمة حينها على نحو مملكة إنجلترا (بما فيها ويلز) ومملكة أيرلندا ومملكة اسكتلندا. بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر جلبت سلسلة الأحداث الإقليمية في هذه الدول إلى اتحاد سياسي وثيق. توحدت انكلترا وأيرلندا واسكتلندا في اتحاد شخصي في اتحاد التيجان في 1603 عندما ورث جيمس السادس ملك اسكتلندا عرش مملكة إنجلترا بعد وفاة الملكة اليزابيث الاولى (الملكة العذراء) دون أن تترك خلفا لها وطالب ملك اسكتلندا بالعرش نظرا لقرابته من الملكة الراحلة، ويعدّ هذا هو النموذج الأول للمملكة المتحدة، ونقل الملك (الذي أصبح اسمه جيمس الأول ملك إنجلترا) بلاطه من ادنبرة إلى لندن على الرغم من انه الممالك الثلاث حافظت على كيتنات سياسية مستقلة.

في 1 أيار 1707، تم إنشاء مملكة بريطانيا العظمى من خلال اتحاد سياسي بين مملكة إنجلترا (التي تشمل ويلز) ومملكة اسكتلندا. ويعدّ هذا القانون الذي مرر بالبرلمان الاسكنلندي والإنجليزي هو الشكل الأكثر وضوحاً للمملكة المتحدة من سابقه، لاحقاً وبعد مرور قرن من الزمان، تم دمج مملكة أيرلندا، (خاضعة للسيطرة الإنكليزية منذ عام 1691)، مع مملكة بريطانيا العظمى لتشكيل المملكة المتحدة من بريطانيا العظمى وإيرلندا وقد خاضت المملكة نزاعاً سياسيا وعسكريا في جزيرة أيرلندا للانفصال وفي عام 1922 حصلت جمهورية ايرلندا على سيادة كاملة بينما بقيت أيرلندا الشمالية جزءا من المملكة المتحدة.

Map of the world. Canada, the eastern United States, countries in east Africa, India, most of Australasia, and some other countries are highlighted in pink.

المناطق التي كانت في يوم من الأيام جزءاً من الإمبراطورية البريطانية. أما أقاليم ما وراء البحار البريطانية فهي معلمة باللون الأحمر.

الثورة الصناعية

غيرت الثورة الصناعية خلال القرن الثامن عشر مظاهر الثقافة البريطانية، وكانت الثورة الصناعية التي قادتها المملكة المتحدة قد غذت طموح الإمبراطورية البريطانية وقد كانت المملكة المتحدة وعلى غرار القوى العظمى الأخرى ضالعة في الاستغلال الاستعماري، بما في ذلك تجارة العبيد عبر المحيط الأطلسي، وقد برزت الاخترعات والاكتشافات العلمية نتيجة ترسخ المذهب البروتستانتي وذلك لأن بريطانيا استقلت عن سلطة الفاتيكان الذي كان يمثل المذهب الكاثوليكي والتي اُتهِم بمحاربة بعض الأفكار العلمية، وظهرت جراء هذا الاستقلال الديني موجة من الحرية العلمية والثقافية أثناء الثورة الصناعية.

فترة ما بعد الحروب النابليونية

Painting of a bloody battle. Horses and infantry fight or lie on grass.

معركة واترلو التي أنهت الحروب النابليونية وبدأت عهد السيطرة البريطانية.

بعد هزيمة فرنسا في الحروب النابليونية، برزت المملكة المتحدة باعتبارها القوة العظمى بحرياً واقتصادياً في القرن التاسع عشر (عرفت لندن كأكبر مدينة في العالم 1830-1930)، وبقيت قوة بارزة حتى منتصف القرن العشرين.

القرن العشرين

وصلت المملكة المتحدة إلى أقصى اتساعها الامبراطوري في الحرب العالمية الأولى، وقد كانت بريطانيا واحدة من القوى الكبرى المعارضة لألمانيا وحلفائها في الحرب العالمية الأولى (1914-1918). لعبت القوات الملكية العسكرية دوراً رئيسياً في كافة أنحاء الإمبراطورية العالم وعلى جبهات في مناطق في أوروبا وعلى نحو متزايد على الجبهة الغربية[؟] وقد صارعت القوات المسلحة بأكثر من خمسة ملايين عسكري.

عانت الأمة مما يقدر بمليونين ونصف المليون إصابة وانتهت الحرب بديون وطنية كبيرة. بعد انتهاء الحرب وإنشاء عصبة الأمم أعلنت المملكة الانتداب على المستعمرات الألمانية السابقة وأراضي الدولة العثمانية المتهالكة حيث وصلت الإمبراطورية البريطانية إلى أقصاها ويعدّ المؤرخون انها الامبراطورية الأكبر على الإطلاق، والتي امتدت حينها إلى ما يقارب ربع مساحة اليابسة في العالم وربع سكانه وبسطت سيطرتها على بحار العالم. اثر الحرب حصل الكساد الكبير (1929-1932) في وقت كانت فيه المملكة المتحدة تحتاج إلى التعافي من آثار الحرب مما أدى إلى معاناة واضطرابات سياسية واجتماعية.

Black and white photo of two dozen men in military uniforms and metal helmets sitting or standing in a muddy trench.

مشاة كتيبة بنادق ألستر الملكية خلال معركة معركة السوم. فقدت المملكة المتحدة أكثر من 885,000 جندي بريطاني في ساحات الحرب العالمية الأولى.

كانت المملكة المتحدة واحدة من الحلفاء الرئيسيين في الحرب العالمية الثانية إلى جانب كل من فرنسا والصين وبولندا وغيرها، بعد هزيمة أغلب حلفائها الأوروبيين في السنة الأولى من الحرب، واصلت المملكة المتحدة الحرب ضد ألمانيا النازية منفردة بمواجهة الحملة الجوية المعروفة باسم معركة بريطانيا، وبعد أن أثبتت المملكة المتحدة صمودها، تغيير شكل الحرب لصالح المملكة ودخل حلفاء جدد إلى الحرب مثل الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي ودول عدة من أمريكا الجنوبية والشرق وكانت المملكة المتحدة واحدة من القوى الثلاث الكبرى التي اجتمعت لرسم عالم ما بعد الحرب، الحرب العالمية الثانية خلفت اضرار اقتصادية واسعة في المملكة ومع ذلك، ساهم مشروع مارشال والقروض المكلفة من كل من الولايات المتحدة وكندا في مساعدة المملكة المتحدة على التعافي.

شهدت السنوات التالية للحرب تركيز الدولة على الرعاية الاجتماعية، بما في ذلك نظام الرعاية الصحية الأول من نوعه في العالم. أدى تغيير اتجاهات السياسية للمملكة بعد الحرب العالمية الثانية إلى جلب الكثير من المهاجرين من جميع أنحاء دول الكومنولث وعلى الرغم من انحصار دور المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية على الساحة السياسية العالمية كقوة عظمى، الأمر الذي بدى واضحا خلال حرب السويس في العام 1956 الذي انتهى بانتصار مصر.

بعد فترة من التباطؤ الاقتصادي والعالمي الصناعي في السبعينيات، شهدت الثمانينيات النمو الاقتصادي بسبب عائدات نفط بحر الشمال، مثلت حقبة رئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر تغيراً كبيراً في سياسات المملكة المتحدة عن فترة ما بعد الحرب سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية.

ناطحات سحاب في لندن

المملكة المتحدة واحدة من الأعضاء ال 12 المؤسسين للاتحاد الأوروبي عند إطلاقه في عام 1992 مع التوقيع على معاهدة ماستريخت. قبل ذلك، كانت عضواً في سلف الاتحاد الأوروبي، السوق الأوروبية المشتركة منذ عام 1973. شهدت نهاية القرن العشرين تغييرات مهمة في نظام حكم المملكة المتحدة مع إنشاء الإدارات المحلية في كل من أيرلندا الشمالية واسكتلندا وويلز بعد إجراء استفتاءات شعبية للتمهيد للاعمال التشريعية.

المصدر: ويكيبيديا

إغلاق